تحريم الدم بين الطب و الإسلام
قال تعالى : ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145)
قال القرطبي : أتفق العلماء على أن الدم حرام نجس لا يؤكل و لا ينتفع به .
لقد أثبت العلم بما لا يدع مجالاً للشك أن الدماء التي أودعها الله لحوم الحيوانات تحمل من الجراثيم والمضار الكثير الكثير، ومن هنا ندرك الحكمة والمقصد الشرعي من التذكية التي أمر بها الشارع قبل تناول لحوم الحيوانات، وذلك أن في هذه التذكية إخراجاً لتلك الدماء الخبيثة الضارة .
والسر في تحريم الدم المسفوح ما أثبته العلم اليوم من أن الدم يعتبر مرتعاً صالحاً لتكاثر الجراثيم ونموها، ثم هو فوق ذلك لا يحتوي على أي مادة غذائية، بل إنه عسر الهضم جدًا، حتى إنه إذا صُبَّ جزء منه في معدة الإنسان تقيأه مباشرة، أو خرج مع البراز دون هضم على صورة مادة سوداء .
وقد أكدت جميع الأبحاث العلمية في هذا المجال، أن الأضرار الناجمة عن شرب الدم أو طبخه كبيرة للغاية بسبب ما يحويه الدم من الجراثيم، فضلاً عن أن الدم - على عكس ما يُتصور - هو عنصر فقير جدًا من الناحية الغذائية، وأن القدر البروتيني الذي يحويه الدم يأتي مختلطًا بعناصر شديدة السُّمِّية، وغاية في الضرر، الأمر الذي يجعل الإقدام على تناوله مجازفة كبرى، وإلقاء للنفس في التهلكة، بل هو فوق ذلك، يحتوي على عناصر سامة يأتي في مقدمتها غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز قاتل خانق، وهذا ما يفسر تحريم المختنق من الحيوان أيضًا، وذلك أن "المختنقة" إنما تموت عن طريقة تراكم هذا الغاز في دمائها ما يؤدي إلى نَفَاقها .
ولا يخفى علي أحد أن تكرار شرب الدماء لمن اعتاد عليها، وهي مشبعة بهذا الغاز القاتل، مؤدٍّ إلى أضرار صحية بالغة الخطورة قد تودي بحياة الإنسان .
وما أتينا عليه من العواقب الوخيمة المترتبة على تعاطي الدماء كافٍ - فيما نحسب - لتحريمها وتشريع القوانين المانعة لتعاطيها .
بقي أن نقول : إن الإسلام قد عفى عن قليل الدماء لعدم إمكانية التحرز منه، وعدم تحقق الضرر فيه، ولذلك جاء النص القرآني بتحريم الدم الموصوف بالمسفوح: { أو دما مسفوحا } (الأنعام:145) وهذا يدل على أن الدم الذي يبقى عالقًا في اللحم غير داخل في التحريم، يقول الطبري في ذلك: "وفي اشتراطه جل ثناؤه في الدم عند إعلامه عباده تحريمه إياه المسفوح منه دون غيره الدليل الواضح على أنه إن لم يكن مسفوحًا فهو حلال غير نجس" .
فسبحان الذي علَّم النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يعلم، وامتن عليه بذلك بقوله: { وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } (النساء:113) .
وسبحان الذي أكرم العالم بهذا الدين القويم، والصراط المستقيم، والمنهج المبين: { قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين } (المائدة:15) .
**********************
مضار تناول الدم على الصحة
يحمل الدم سموماً و فضلات كثيرة و مركبات ضارة ، و ذلك لأن إحدى وظائفه الهامة هي نقل نواتج استقلاب الغذاء في الخلايا من فضلات و سموم ليصار إلى طرحاً و أهم هذه المواد هي البولة و حمض البول و الكرياتنين و غاز الفحم كما يحمل الدم بعض السموم التي ينقلها من الأمعاء إلى الكبد ليصار إلى تعديلها .
**********************
الدم وسط صالح لنمو الجراثيم و تكاثرها
إذ أنه من المتفق عليه طبياً أن الدم أصلح الأوساط لنمو شتى أنواع الجراثيم و لتكاثرها فهو أطيب غذاء لهذه الكائنات و أفضل تربة لنموها و تستعمله المخابر لتحضير المزرعة الجرثومية .
**********************
هل يصلح الدم ليكون غذاء للإنسان ؟
إن ما يحتويه الدم من بروتينات قابلة للهضم كالألبومين و الغلوبولين و الفبرينوجين هو مقدار ضئيل ( 8غ / 100 مل )
و كذلك الأمر بالنسبة للدسم و في حين يحتوي الدم على نسبة كبيرة من خضاب الدم ( الهيموغلوبين ) و هي بروتينات معقدة عسرة الهضم جداً ، لا تحتملها المعدة ـ في الأغلب .
ثم إن الدم إذا تخثر فإن هضمه يصبح أشد عسرة و ذلك لتحول الفيبرينوجين إلى مادة الليفين الذي يؤلف شبكة تحضر ضمنها الكريات الحمر و الفيبرين من أسوأ البروتينات و أعسرها هضماً.
و هكذا فإن علماء الصحة لم يعتبروا الدم بشكل من الأشكال في تعداد الأغذية الصالحة للبشر .
و عند تناول كمية كبيرة من الدم فإن هذه المركبات تمتص و يرتفع مقدارها في الجسم ، إضافة إلى المركبات التي يمكن تنتج عن هضم الدم نفسه مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة في الدم و التي يمكن أن تؤدي إلى اعتلال دماغي ينتهي بالسبات .
و هذه الحالة تشبه مرضياً ما يحدث في حالة النزف الهضمي العلوي و يلجأ عادة هنا إلى امتصاص الدم المتراكم في المعدة و الأمعاء لتخليص البدن منه ووقايته من حدوث الإصابة الدماغية .و هكذا فإن الدم كما رأينا يحتوي على فضلات سامة مستقذرة و لو أخذ من حيوان سليم علاوة على احتوائه على عوامل مرضية و جرثومية فيما لو أخذ من حيوان مريض بالأصل .
قال تعالى : ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام:145)
قال القرطبي : أتفق العلماء على أن الدم حرام نجس لا يؤكل و لا ينتفع به .
لقد أثبت العلم بما لا يدع مجالاً للشك أن الدماء التي أودعها الله لحوم الحيوانات تحمل من الجراثيم والمضار الكثير الكثير، ومن هنا ندرك الحكمة والمقصد الشرعي من التذكية التي أمر بها الشارع قبل تناول لحوم الحيوانات، وذلك أن في هذه التذكية إخراجاً لتلك الدماء الخبيثة الضارة .
والسر في تحريم الدم المسفوح ما أثبته العلم اليوم من أن الدم يعتبر مرتعاً صالحاً لتكاثر الجراثيم ونموها، ثم هو فوق ذلك لا يحتوي على أي مادة غذائية، بل إنه عسر الهضم جدًا، حتى إنه إذا صُبَّ جزء منه في معدة الإنسان تقيأه مباشرة، أو خرج مع البراز دون هضم على صورة مادة سوداء .
وقد أكدت جميع الأبحاث العلمية في هذا المجال، أن الأضرار الناجمة عن شرب الدم أو طبخه كبيرة للغاية بسبب ما يحويه الدم من الجراثيم، فضلاً عن أن الدم - على عكس ما يُتصور - هو عنصر فقير جدًا من الناحية الغذائية، وأن القدر البروتيني الذي يحويه الدم يأتي مختلطًا بعناصر شديدة السُّمِّية، وغاية في الضرر، الأمر الذي يجعل الإقدام على تناوله مجازفة كبرى، وإلقاء للنفس في التهلكة، بل هو فوق ذلك، يحتوي على عناصر سامة يأتي في مقدمتها غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز قاتل خانق، وهذا ما يفسر تحريم المختنق من الحيوان أيضًا، وذلك أن "المختنقة" إنما تموت عن طريقة تراكم هذا الغاز في دمائها ما يؤدي إلى نَفَاقها .
ولا يخفى علي أحد أن تكرار شرب الدماء لمن اعتاد عليها، وهي مشبعة بهذا الغاز القاتل، مؤدٍّ إلى أضرار صحية بالغة الخطورة قد تودي بحياة الإنسان .
وما أتينا عليه من العواقب الوخيمة المترتبة على تعاطي الدماء كافٍ - فيما نحسب - لتحريمها وتشريع القوانين المانعة لتعاطيها .
بقي أن نقول : إن الإسلام قد عفى عن قليل الدماء لعدم إمكانية التحرز منه، وعدم تحقق الضرر فيه، ولذلك جاء النص القرآني بتحريم الدم الموصوف بالمسفوح: { أو دما مسفوحا } (الأنعام:145) وهذا يدل على أن الدم الذي يبقى عالقًا في اللحم غير داخل في التحريم، يقول الطبري في ذلك: "وفي اشتراطه جل ثناؤه في الدم عند إعلامه عباده تحريمه إياه المسفوح منه دون غيره الدليل الواضح على أنه إن لم يكن مسفوحًا فهو حلال غير نجس" .
فسبحان الذي علَّم النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يعلم، وامتن عليه بذلك بقوله: { وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } (النساء:113) .
وسبحان الذي أكرم العالم بهذا الدين القويم، والصراط المستقيم، والمنهج المبين: { قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين } (المائدة:15) .
**********************
مضار تناول الدم على الصحة
يحمل الدم سموماً و فضلات كثيرة و مركبات ضارة ، و ذلك لأن إحدى وظائفه الهامة هي نقل نواتج استقلاب الغذاء في الخلايا من فضلات و سموم ليصار إلى طرحاً و أهم هذه المواد هي البولة و حمض البول و الكرياتنين و غاز الفحم كما يحمل الدم بعض السموم التي ينقلها من الأمعاء إلى الكبد ليصار إلى تعديلها .
**********************
الدم وسط صالح لنمو الجراثيم و تكاثرها
إذ أنه من المتفق عليه طبياً أن الدم أصلح الأوساط لنمو شتى أنواع الجراثيم و لتكاثرها فهو أطيب غذاء لهذه الكائنات و أفضل تربة لنموها و تستعمله المخابر لتحضير المزرعة الجرثومية .
**********************
هل يصلح الدم ليكون غذاء للإنسان ؟
إن ما يحتويه الدم من بروتينات قابلة للهضم كالألبومين و الغلوبولين و الفبرينوجين هو مقدار ضئيل ( 8غ / 100 مل )
و كذلك الأمر بالنسبة للدسم و في حين يحتوي الدم على نسبة كبيرة من خضاب الدم ( الهيموغلوبين ) و هي بروتينات معقدة عسرة الهضم جداً ، لا تحتملها المعدة ـ في الأغلب .
ثم إن الدم إذا تخثر فإن هضمه يصبح أشد عسرة و ذلك لتحول الفيبرينوجين إلى مادة الليفين الذي يؤلف شبكة تحضر ضمنها الكريات الحمر و الفيبرين من أسوأ البروتينات و أعسرها هضماً.
و هكذا فإن علماء الصحة لم يعتبروا الدم بشكل من الأشكال في تعداد الأغذية الصالحة للبشر .
و عند تناول كمية كبيرة من الدم فإن هذه المركبات تمتص و يرتفع مقدارها في الجسم ، إضافة إلى المركبات التي يمكن تنتج عن هضم الدم نفسه مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة في الدم و التي يمكن أن تؤدي إلى اعتلال دماغي ينتهي بالسبات .
و هذه الحالة تشبه مرضياً ما يحدث في حالة النزف الهضمي العلوي و يلجأ عادة هنا إلى امتصاص الدم المتراكم في المعدة و الأمعاء لتخليص البدن منه ووقايته من حدوث الإصابة الدماغية .و هكذا فإن الدم كما رأينا يحتوي على فضلات سامة مستقذرة و لو أخذ من حيوان سليم علاوة على احتوائه على عوامل مرضية و جرثومية فيما لو أخذ من حيوان مريض بالأصل .